Thursday, June 17, 2010

الفرق بين الاحساس و الادراك

الإحساس والإدراك

هناك العديد من يخلط بين عمليتي الإحساس والإدراك وينظرون إليهما على أنهما وجهان لعملة واحدة , ولكن في حقيقة الأمر هما عمليتان مختلفتان عن بعضهما البعض رغم ارتباطهما الوثيق ولتوضيح الفرق بينهما تخيل انك تنظر إلى صورة رجل على بعد مترين ثم على بعد أربعة أمتار فالخيال الواقع على الشبكية هو إحساس بحيث يختلف حجمه كلما ابتعدت عن الصورة ورغم تغير الإحساس بالابتعاد عن الصورة إلا أن المدرك " وهو صورة الرجل " لا يتأثر بذلك . فالإحساس هو بمثابة تشكيل تصور أو انطباع حسي في حين أن الإدراك هو تفسير لهذا الانطباع وإعطائه المعنى الخاص به (Hayes,1994) وبسبب الفرق بين العمليتين تم اختياري لعمليتي الإحساس والإدراك كموضوع للتقرير , ولمعرفة المزيد من الفرق بين العمليتين سأشمل المواضيع التالية : طبيعة عملية الإحساس , عملية التوصيل العصبي ,أنواع الإحساسات , خطوات الإحساس , خصائص العضو الحسي , عتبة الإحساس ( العتبة الفارقة ) , الحواس الخارجية ( البصر, السمع, اللمس, التذوق, الشم ) , الإدراك , طبيعة الإدراك , مبادئ الإدراك ( الشكل والخلفية, التشابه, التقارب, الإغلاق, الاتجاه المشترك ) ثبات الإدراك , أبعاد عملية الإدراك , خداع الإدراك , العوامل التي تؤثر في الإدراك.
طبيعة عملية الإحساس:

يعد الإحساس Sensation من عمليات التحكم التنفيذية التي تمكن الكائن الحي وبالأخص الكائن البشري من فهم العالم الخارجي والسيطرة عليه , فكل ما نخبره أو نتعلمه عن العالم الخارجي تزودنا به الحواس المختلفة , حيث أن هذه الحواس تنقل الانطباعات الحسية المختلفة عن المثيرات البيئية إلى المناطق المختلفة في الجهاز العصبي كي يتم إجراء المزيد من العمليات عليها بهدف تفسيرها وإعطاءها المعاني الخاصة بها واتخاذ القرارات المناسبة حيالها (Hayes,1994) , ويمكن النظر إلى الإحساس على أنه العملية الحيوية التي يتم من خلالها استقبال المعلومات عن العالم الخارجي عبر الحواس المتعددة والتي تمكن الفرد من الوعي بخصائص المثيرات المختلفة .
تعد عملية الإحساس على غاية من الأهمية في حياة الكائن البشري , وبدونها لا يحدث التعلم ويصبح الدماغ عديم النفع لأنها الوسيلة الأولية التي تزوده بالمعلومات عن العالم الخارجي , فبدون مثل هذه المعلومات لن يكون هناك تفكير أو خبرات أو حتى سيطرة على السلوك (Carlson,1990)
تعمل أعضاء الحس المختلفة على استشعار وجود المثيرات البيئية وخصائصها المتعلقة بها من خلال عدد من الوسائل كالضوء والصوت والرائحة والمذاق والاحتكاك المباشر ويتم نقل هذه الإحساسات عبر الأعصاب الحسية إلى الجهاز العصبي , حيث يتم تفسيرها في المناطق المختصة في الدماغ , ويعمل الدماغ على إصدار الأوامر المناسبة بشأنها إلى المناطق الجسمية من أجل اتخاذ بعض الإجراءات الحركية حيالها , وهكذا فإن هذه الإحساسات يتم ترجمتها إلى خبرات يتم الاحتفاظ بها كي تشكل لاحقا نقطة مرجعية للسلوك (Kagan & Segal, 1998)


تختلف الانطباعات الحسية التي نستقبلها عن المثيرات البيئية , وتتنوع وفقا لتنوع خصائص المثيرات و طبيعتها ونوعية الحاسة التي يتم استخدامها في استقبال المعلومان ويمكن تصنيف هذه الانطباعات إلى خمسة أصناف تتمثل في الإحساسات البصرية , و الصوتية , و حاسة اللمس والشم (Smith,1993) فكل حاسة من حواس الجسم (البصر , السمع , اللمس , الشم , التذوق ) مسئولة عن التزويد بخصائص المثيرات المختلفة التي نتفاعل معها في البيئة الخارجية , ومثل هذه الحواس تسمى بالمستقبلات الحسية Sense receptors
إضافة إلى ذلك تنتقل الإحساسات من مصادرها المختلفة عبر العصب الحسي الخاص بها إلى منطقة معينة في الجهاز العصبي , ليتم تفسيرها واتخاذ القرارات المناسبة حيالها . فوفقا لمبدأ مولر في الطاقة الخاصة والذي يرى أن الانطباعات الحسية المختلفة التي نستقبلها من الحواس يتم تحويلها إلى نبضات عصبيةكهربائية إلا أنه يتم نقلها عبر أعصاب حسية خاصة بها من وإلى الدماغ (Carlson,1994) فعلى سبيل المثال , يسمى العصب الخاص بنقل الإحساسات البصرية بالعصب البصري في حين يسمى العصب المسئول عن نقل الإحساسات السمعية بالعصب السمعي ومن الجدير بالذكر انه يوجد اثني عشر عصبا , كل منها مسئول عن نقل الإشارات الواردة و الصادرة بين أعضاء الجسم المختلفة والمناطق المختلفة في الدماغ .
لقد ورد سابقا أن الإحساسات المختلفة التي نستقبلها من خلال الحواس المتعددة يتم تحويلها إلى نبضات عصبيةكهربائية ,تنتقل عبر العصب الحسي الخاص إلى منطقة معينة من الدماغ . وتحديدا فإن هذه النبضات العصبية تصل أولا إلى جزء محدد في الدماغ يسمى المهاد أو الثلاموس Thalamus , حيث يصار إلى تصنيفها ونقلها إلى مناطقها الخاصة بالدماغ في القشرة المخية , وتسمى العملية التي يتم من خلالها تحويل الإحساسات إلى نبضات كهربائية – كيميائية ونقلها إلى المناطق المختصة بالدماغ بعملية التوصيل العصبي , والتي تحدث نتيجة لفرق جهد الفعل في غشاء الخلية العصبية الناتج من تغير تركيز الشحنات (الأيونات ) الموجبة والسالبة داخل وخارج غشاء الخلية العصبية

1 comment: