Wednesday, August 12, 2009

الطريقة المثلى فى التربية







الحزم والشدة ، أو اللين والتساهل أو الوسط بين هاتين الطريقتين ان نربي أولادنا على الأسلوب الإسلامي الصحيح وهو ان نعلمهم منذ الطفولة الباكرة القيام بالعبادات على الوجه التدريجي الذي يعينهم فيما بعد على ان تصبح العبادة من الصلاة والصوم وغيرها من فرائض الإسلام ملكة متمكنة في نفوسهم ، بحيث لا تصادفهم مرحلة في تطور العمر يوجد فيها من الأحداث ما يصرفهم عن القيام بهذه العبادات على وجهها الأكمل الصحيح ثم نركز في نفوسهم عقيدة التوحيد والإيمان بالله إيمانا كاملاً على انه سبحانه وتعالى صاحب الخلق والأمر كما قال تعالى "ألا له الخلق والأمر"بهذا يتعود الطفل ويرسخ في نفسه الإحساس بالقوة والتوكل على الله والجرأة على الحياة وعدم الخوف من البشر والدخول في أسباب النجاح بغير وجل ولا تردد لانه يعلم ان البشر جميعاً ليس لهم دخل قط في أعماله ، وانما ذلك لله وحده .تساعد هذه التربية في نفس الوقت على ان تخلق داخل الابن ضميراً شفافاً وخلقاً قويماً ونفساً قوية وتجعله متعوداً على النظام ووضع الأشياء في أماكنها ، وهذا هو المنهج العظيم في التربية الذي تربى عليه شباب المسلمين الأولين فكانوا سادة الدنيا وملوك الأرض وضربوا أروع الأمثلة في الشجاعة والإقدام واقامة العدل.إذن اللين ...الشدة...الصرامة.. كل هذه تعد وسائل للتربية فالهدف في النهاية هو الاخلاق وقد اتفق علماء الاجتماع وعلماء النفس على ان عناصر الاخلاق ثلاثة : اولها النظام وثانيها التعلق بالمجموعة الاجتماعية وثالثها ذاتية الضمير ، فهذا يعطينا مفتاح موضوعنا لان الطفل لايخلق ومعه ذاتية الضمير فهو يولد على الفطرة وينمو الضمير تبعاً للتفاعل مع المجتمع ، فضمير الطفل ينمو في اربع مراحل: الاولى مرحلة الحذر وفيها يتعلم الطفل من المحاولة والخطأ التي يضبط بها تدريجياً دوافعه الفطرية ..فهو يمسك على سبيل المثال شيئاً ساخناً فيلسعه وهنا احس بالنتيجة وعندما يبدأ الطفل يحس بالنتيجة يبدأ معها نمو الاخلاق.والمرحلة الثانية هي مرحلة السلطة ، وهي تبدأ من ثلاث سنوات..وفيها يبدأ الطفل في تفهم ذاته ويفرق بينها وبين الموقف لانه كان لا يزال يخلط بين ذاته وآخرين فيبدأ في تعلم الاخلاق من الآباء واوامرهم ...أي يتعلم من السلطة امراً والسلطة هنا لها شروط معينة تتركز في ان الطفل لابد وان يحب ويهاب في نفس الوقت من يأخذ منه الامر حتى يتقبله ولو نظرنا الى هذه الناحية سنجد ان الطفل في هذا الوقت يعمل تصرفات ولو وجد ان الاهل راضون عن هذه التصرفات فإن هذا الرضا سيكون مصحوباً لديه بلذة لانه موضع اعجاب للآخرين والعكس من ذلك عندما يخطئ الطفل فهو يحس بالالم ...إذن لرضا الوالدين أساس كبير في تكوين الأخلاق والسلوك لدى الطفل ومن هنا بداية الأخلاق.نأتي بعد ذلك للمرحلة الثالثة...وهي المرحلة الاجتماعية وفي هذه المرحلة كبر الطفل وصار له اصدقاءه وصار لهؤلاء الاصدقاء سلطة عليه ولكن سلطة الند للند فهو يستعير كتاباً من احد اصدقاءه، وعليه ان يعيده اليه ثانية حتى تصبح علاقته حسنة به ، والا توقف الصديق عن التعامل معه ..فهنا يتعلم اخلاقاً تسمى الاخلاقيات التعاونية وهي ليست مفروضة عليه ، وعليه ان يرفضها او يقبلها انما في النهاية سيعامله الاصدقاء بمثل ما يعاملهم.وهنا تكون الصحبة جداً هامة في تكوين الاخلاقيات التعاونية فلكل فعل رد فعل فاذا عمل سيأخذ واذا لن يعمل لن يأخذ.اما المرحلة الرابعة ...فهي ذاتية الضمير وفيها يحس بأحساسات الغير ويبدأ في تكوين مثل اعلى له يكون في الذات العليا وفي هذه المرحلة لا يكون بحاجة الى قواعد خارجية وانما يتصرف من خلال ضميره الذي شكله قبل ذلك والداه واصحابه الذين اعجب بهم ، او من خلال القصص والروايات التي قرأها او من خلال الافلام التي شاهدها ، فكل هذه الاشياء تكون لديه المثل الاعلى .

No comments:

Post a Comment